أيها الموتُ، كم مررتَ من هنا خائفًا
ترتجفُ على أبوابها
ففي اليمن لا يُهزم من ولد من الجبال
ولا تنكسر الروح التي اعتادت أن تُصلّي تحت القصف
هذه البلاد لا تنحني، بل تنبتُ قمحًا من الحجارة،
وتكتبُ القصائدَ من لُغةِ البارود
تتوضأُ بالدم، ثم تبتسم
هي اليمن...
تسكنها فكرة الخلود
ويمشي شعبها، لا على الأرض، بل على التاريخ
كأنهم يشقّون طريقًا بين الخراب والكرامة
ويرفعون أرواحهم كرايات، لا تُنكس
الحربُ مرّت، لكنها لم تُغيّر ملامحهم
لأن في كل بيتٍ شهيدٌ
وفي كل قلب وطنٌ لا يُساوم
فأي حصارٍ يطوّقُ الأبد؟
وأي موتٍ يغلبُ الحياة؟
إنها اليمن… حين تنزف، تُنبتُ الحياة.
نحن لسنا أرقامًا تُحصى في سجلات الحرب،
ولا ظلالًا تمرّ في عتمة الأخبار،
نحن فكرةٌ إلهيّة تمشي على الأرض،
قُدنا من الصبر نارًا، ومن الألم نورًا.
فينا تسكن الإرادة كسرٍّ من السماء،
وفي ملامحنا يتجلّى المعنى العميق للصمود،
فنحن لا ننهار، لأننا ببساطة...
قوّة إلهيّة لا تُهزم
لسنا مجرّد أجسادٍ أنهكها الحصار،
ولا ملامح سُرقت منها المرايا،
نحن نُسجنا من وعدٍ قديم،
من عهدٍ بين السماء والأرض أن لا نُهزم،
أن نقوم إذا سقط العالم،
وأن نحمل الوطن لا على أكتافنا،
بل في خلايا الوجود ذاته.
نحن لسنا من ترابٍ يفنى،
نحن من وعدٍ لا يُنسى،
وعدٌ كُتب في ضمير الخليقة:
أن اليمن، ما دام في الأرض حق،
ستبقى قُبلة الصمود.
بقلم/كِفاء عبدالرحمن الوجيه